أسلم أبو هريرة سنة خيبر، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، فكان ذلك ذخرا له، فلا ضير أن يكون أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من حفاظهم، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحفظ فقاربت الأحاديث التي من روايته إلى خمسة آلاف حديث، وقد اختلف في اسمه، وكان يدعو الله ألا تدركه سنة ستين فتوفي قبلها، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان نائب المدينة، وفي القوم ابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وخلق من الصحابة غيرهم، وكان ذلك عند صلاة العصر، وكانت وفاته في داره بالعقيق، فحمل إلى المدينة فصلي عليه، ثم دفن بالبقيع رحمه الله ورضي عنه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.


هي هند بنت أبي أمية سهيل بن المغيرة بن عبد الله، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة، كانت تحت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال، كانت أول من هاجر إلى الحبشة هي وزوجها، ويقال أيضا: إن أم سلمة أول ظعينة هاجرت إلى المدينة، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر، وقيل: بعد أحد.

وقصتها يوم الحديبية حيث أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحلق هو وينحر دون أن يكلم أحدا، فلما فعل تسارع الصحابة إلى فعل ما كانوا قد أحجموا قبل عن فعله لما أمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم، توفيت في المدينة، وقيل كانت وفاتها عام 61 للهجرة.